خبر عاجلزاوية المؤسس

وطن بين الليبراليين والمُحافظين

بقلم : ضيغم خريسات

 

من يقرأ تاريخ الأردن لا يُنكر أبداً أن لهذا البلد دورُ ورسالة كتبها الأجداد بدمائهم وتضحياتهم ورسالة حملها الأبناء بكلّ اقتدار وموضوعية وأن الإيمان بضرورة التغيير والتطوير هو إيمان مُطلق لمواكبة روح العصر ومُتطلبات الحياة.

لكن نفرٌ وعلى حين غرّة عندما إزدادت التحديّات وضاقت الإمكانيّات هذا نفرٌ سوّغ نفسه مُصلحاً ومُنقذاً فزفّ إلينا نظريات إصلاحيّة وتصحيحية مثل برنامج التصحيح الإقتصادي والإجتماعي وتارةً بنظريات الخصخصة التي أفقدت الدولة سيادتها من خلال القطاع العام وإدارة الدولة لمفهوم إدارة الشركة وتحقيق الرّبحيّة ونسيوا أن الدولة لا تزال تُشكّل حاضنةً لمواطنيها وفات هؤلاء أنً للأردن خصوصيّته التي لا يجب فصلُها عن كلّ نظريّات التغييروالتطوير بل الأفظع من كلّ ذلك أنّهم نسيوا بنظريّاتهم تضحيات من ينى الاردن بفكره ودمه في الستينات كان في الأردن برامج إصلاح زراعي وإداري ومواجهة الفساد بكلّ أنواعه حيث كانت ما يُسمى بالتطهير الإداري وكان هناك الكثير من البرامج التنموية السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتربوية والزراعية.

أنكر هؤلاء النّفر كلُّ هذه الجهود وكلُّ هذه المفاهيم العصرية في الإصلاح وتطوير الأردن والنظرة التفاؤليّة إلى غد مُشرق عزيز وأمة عربية واحدة هذا النّكران زادهم سلبيّة في مفاهيم الرأي العام الأردني فتارةً يصفون هؤلاء البناة بالرجعيين والمُحافظين والحرس القديم وفاتهم أنّ كلّ حكومة كان لديها برامج وتطلعات لتحقيق الأهداف في خدمة الأردن وأبنائه وبعد كلّ هذا لقد انجلت الحقيقة وعرف القاصي والداني أنّه قد تمّ التمييز بين الغثّ والسّمين فشتّان ما بين نظريّات الإستيراد والتنظير وبين نظريّات الواقع والتطبيق لتكون الدولة الأردنية دولةٌ مُهابة وأن لا نتباكى على هيبة الدولة التي تدنّى مستواها للأسف ولولا يقظة الملك والمُخلصين من أبناء الأردنيين من حوله.

فلا حرسٌ قديم ولا ليبراليّة جديدة ولا مُحافظين بل أردنيّة أصيلة جميعهم في خندق الوطن أسرةٌ واحدة .. فرسالة البناء والتطوير والإصلاح يكون عنوانها دوماً المواطن ومن أجل لقمة عيش لا تنغمس بالذّل والعوز وهنا لا تفوتني أن أذكر أن الخطط الإقتصادية التي انتظرها الأردنيون طويلاً والمبنيّة على الليبراليّة بعد أن ثبت فشلها  وما أوصلت البلد لما وصل إليه.

فأنها أصبحت منبوذة ومرفوضة من الشعب ولا يُمكن لها أن تكون !!

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock