برلمانياتشايفينكم (رصد الحياة)

تفاصيل محضر لقاء الأسد بالوفد البرلماني .. “لم يتم تفتيشهم” ثم “شربوا زهورات””

الحياة نيوز –

“وقف الرئيس السوري بشار الأسد على باب القصر الرئاسي في حي الروضة، كان وحده من استقبلنا بعدما فتح لنا حارسٌ وحيد الباب، سلم علينا بودّ، ثم دخلنا للقاعة في الداخل. هناك كان معنا سيدة تكتب محضر الجلسة فقط. اجتمعنا بالرئيس ساعتين.”

هكذا وصف النائب الأردني الجدلي طارق خوري استقباله مع وفد برلماني أردني في دمشق بعد اكثر من سبع سنوات على الأزمة السورية التي ابتعدت خلالها المؤسسات الأردنية عن نظيرتها السورية، أنه لم يسمع وزملائه أي عتاب أو تذمّر من الجانب السوري بخصوص العلاقة مع الأردن. تلك العلاقة لا يزال وصفها بـ “المتوجسة والحذرة” من الجانب الأردني أكثر واقعية من الحديث عن تقارب عملي.

الوفد البرلماني الذي زار سوريا بمعظمه كان من نواب عمان الأكثر قرباً لدمشق والذين علت أصواتهم خلال السنوات الماضية أمام كل محاولة للقطيعة، وكل “شيطنة” للنظام السوري، كما يعتبرها أعضاء الوفد، الذين هم أيضاً وبالتلازم ممثلون لفئات واسعة ومختلفة من المجتمع الأردني، حيث كل نائب من الزائرين يمثل محافظة ودائرة مختلفة عن الآخر.

قبل أن ينتقل لأهم ما دار في اللقاء مع الرئيس السوري؛ تحدّث خوري قليلاً عن تفاصيل الأخرى، حيث استقبال لم تملأه البهرجة، ولقاءٌ لم يسبقه أي تفتيش، ثم جلسة لم يحضرها غير “المسؤولة عن كتابة محضر اللقاء” ومسؤول الضيّافة الذي استدعاه الأسد بِزرٍّ أمامه عدّة مرات ليجلب للضيوف “زهورات وغيرها”، وفق وصف النائب الأردني القومي التوجه.

بدأ اللقاء باستعراض الرئيس السوري لما حصل في بلاده، وهو استعراض بالنسبة للحاضرين كان “مقنعاً ويؤكّد ان الرئيس السوري تابع عن كثب كل صغيرة وكبيرة”. النائب نقل ان الأسد تحدث عن كون جيشه لم يكن ليصمد وحيداً، وان “حِكمة” السوريين جعلت الجيش ينتصر. في هذه الجزئية لم تتوسع “رأي اليوم” ولا خوري، لصالح الانتقال للعلاقات الأردنية السورية، وخصوصاً نظرة دمشق لها.

رسالة لـ “جلالة الملك”.. وزيارة غير بروتوكولية..

حمّل الرئيس السوري الوفد سلاماً “لجلالة الملك عبد الله الثاني” وطالب بإبلاغه أن دمشق “بلده” وأن دمشق “تعي حجم الضغوط التي تعرض لها الأردن خلال الأزمة” وان الأسد لا ينظر للخلف. أكّد ذلك النائب الأردني وهو يشير إلى ان الأسد ذكر أعداء سوريا بوضوح ولم تكن بالطبع عمان على لائحة هؤلاء.

الأعداء الذين ذكرهم الأسد وفقاً لخوري هم “إسرائيل، والولايات المتحدة، والسعودية وقطر وتركيا”.
حوار الأسد مع الفريق البرلماني، اتخذ طابعاً ودّياً ونقاشياً، تطرق فيه الرئيس السوري إلى ان القرار السوري لفتح الحدود جاء بهدف انعاش العلاقات، ومرّر خلاله هذا الجانب الأسد رسالة بأنه شخصياً من أعطى الضوء الأخضر للتحرك السوري باتجاه فتح الحدود والتواصل مع عمان تحت شعار “نحنا شعب واحد وأكتر نسبة تصاهر بين الأردن وسوريا”.

الوفد البرلماني، وفي نهاية النقاش تم تحميله “إيعازاً واضحاً من الأسد” مفاده ان الزيارة لا ينبغي ان تحمل طابعاً “بروتوكولياً” وأن المطلوب منها أن تتحول العلاقات مع عمان من مستوى التشنج للأريحية والشراكة. هنا يذكر خوري ان الأسد شخصياً استجاب لذلك، حيث نقل له الوفد طلباً برلمانياً للإفراج عن مواطن أردني محتجزٌ في سوريا، الأمر الذي استجاب له الرئيس السوري فوراً وعاد السجين الأردني لبلاده.

“تفويض لنواب الأردن باسم سوريا..

لاحقاً التقى النواب الأردنيون الذين نسّق زيارتهم النائب خوري، وترأسهم وزير العدل الأسبق والنائب المخضرم عبد الكريم الدغمي، مع عدد من الوزراء السوريين، كما التقوا مع نظرائهم في مجلس الشعب السوري، ونقلوا للأخير رسالة من رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة، الذي كان بدوره قد تولى التحاور والتنسيق من عمان مع مؤسسات بلاده الأخرى لإتمام الزيارة المذكورة.

انطباعات إيجابية يبدو ان النائب خوري حملها وهو يعود وزملائه من زيارة الأيام الخمسة، حيث أسواق تعجّ بالناس، ومخيّم اليرموك يعود للحياة مع عودة بعض ساكنيه، وتعويل على إعادة اعمار الأهالي مناطقهم المهدمة.

الأهم، ان رسالة “ذات مغزى” وصلت للوفد المذكور على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلّم حيث قال للوفد انه “مفوض للتحدث باسم السوريين مع المسؤولين في عمان لترميم العلاقات وإزالة الشوائب منها”، وان المسؤولين في سوريا على اتم الاستعداد للتجاوب مع أي شيء يلزم لذلك. مثل هذه الرسالة، تعرف عمان جيداً أنها لفترة قريبة كانت مستبعدة جداً.

المعلّم، تحدّث أيضاً للوفد الأردني عن كون سوريا لن تسمح بأن يتم استهدافها، لا عبر قضية اللاجئين ولا عبر الدستور، موضّحاً ان سوريا ستبقى “عربية” في دستورها، وأولوياتها لن تتزحزح.

الوفد الأردني وقبل ان يذهب كان قد تحدث مع وزراء في حكومة الدكتور عمر الرزاز وساهم بعض الأخيرين بتزويد الوفد ببيانات وتفاصيل تمكن النواب من عرضها على الوزراء في سوريا ومن بين ذلك تزويد سوريا بالغاز المسال والكهرباء، كما توفير تحفيزات للسائحين الروس من سوريا لزيارة الأردن.

من الجانب السوري أيضاً، تم التجاوب مع طلب أردني لتقليل مدة الانتظار على معبر نصيب- جابر، وقام وزير النقل السوري شخصيا وبحضور الوفد بمتابعة التفاصيل، كما تم ترتيب دعوة أردنية من نظيره لعمان. وتجاوب الوفد الأردني مع حاجة سورية لإيجاد مخرج لبعض “التريلات” العالقة في دول مجاورة عبر الأردن.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock