خبر عاجلزاوية المؤسس

الرزاز والكرسي الهزّاز

بقلم : ضيغم خريسات

تأملنا فيك خيراً منذً قدومك وقد عرفناك خلوقاً متواضعاً صاحب كلمة حق ولكن كلّ هذا لا يكفي في غضون ظروف إقتصادية صعبة وأزمات توارثتها الحكومات في عجز الموازنات وترهلّ إداري اعترفت به على شاشة تلفزيون المملكة التلفزيون الرديف الذي أتى تأسيسه جزءاً من الترهل وزيادة العبئ على موازنة الدولة في ميزانية كلّفت عشرات الملايين وستُكلّف بالمستقبل أكثر من ذلك فماذا قدّمت لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون ولماذا أصبحتم تسعون لقتلها والقضاء عليها.

 لتشريد آلاف الموظفين بالمستقبل القريب كما هو الحال في الصحف اليومية التي كانت عملاقة في وقت من الأوقات لتدعم صحف أخرى أصبحت تُخرّج وزراء وربما رؤساء حكومات وهذا إن دلّ على شيء يدلّ على منظومة مؤسسية لها أهداف وربما أجندات تسعى من خلالها لإقصاء الحريات الصحفية في الأردن فالتشريعات والقوانين وتعديلاتها كلّها دليل واضح على سلاح جديد لتدمير المواقع الإلكترونية بالمستقبل القريب كي تُبقي منابر النقد والحريات تحت سيطرة جهة واحدة وبالتالي لا يوجد للمواطن منبراً للتعبير عن رايه إلا الشارع أو الهجرة إلى الخارج لبثّ فيديوهات وإرسال إنتقادات عبر وسائل التواصل الإجتماعي .. لماذا كلّ هذا وما هو الهدف من ذلك؟؟ من شاهد دولة الرئيس عبر لقائه على شاشة تلفزيون المملكة يشعُر بان المشكلة الإقتصادية قد تم حلّها ضمن خطة النهضة التي لم يُعلن الرئيس عن تفاصيلها وهي كباقي الخطط الحكومية السابقة والسؤال ما هي .. الآلية التي سينتهجها الرئيس في خطّته لتشغيل 70 ألف مواطن سنوياً وما هي المشاريع الجديدة التي ستُوفّر أكثر من 30 ألف فرصة عمل في وقت تغيب فيه البنية التحتية وتفرض فيه الرسوم والضرائب وترتفع فيه الكلفة الإنتاجية فمن هو المُستثمر الذي سيُقدّم رأس مال كبير حتى يخسر كلّ ما لديه خلال فترة وجيزة.

 أيها الرئيس المحترم كُن صريحاً مع نفسك لدقائق وقف عن ذلك الكرسي الهزّاز الذي يجعلك تعيش في أحلام ربّما لا تتحقق ولم تسأل نفسك لماذا .. فأنا أجيبك بكلّ صراحة : لا يُمكن لدولة ان تتقدّم أو ينتعشُ إقتصادها في ظلّ وجود مراهقة إدارية في مؤسسات الدولة ولا يُمكن لدولة أن تصنع جيلاً من الشباب الطموح في ظلّ غياب العدالة والنزاهة وتوزير الشللية وتعيين المحاسيب في مؤسسات الدولة التي أصبحت مؤسسات تنفيعية فأيّ تطوّر وأي إقتصاد تتحدّث عنه وأيّ رقابة على أسطول سيارات الحكومة وصغار الموظفين تُصرف لهم سيارات 4X4 أو سيارات مرسيدس موديل حديث ووزير في دول غنية أوروبية يركب في سيارة صغيرة نوع تويوتا أو هونداي.

 أيها الصديق العزيز تحدّث في المنطق المقبول وتحدّث ضمن خطة تستطيع إنجازها ونحن ننظر أيضاً مشروع الباص السريع منذ سنوات وانت تقول أنكم ستنهون المشروع نهاية العام القادم 2019 وهذا لن يحصُل «ومصير الحي أن يلاقي الحي إن شاء الله» .. أنت تحلم كثيراً دولة الرئيس هذا المشروع كان سينتهي في دولة مثل مصر خلال أشهر لأن الجيش كان سينفذّه أما نحن لا والله لأننا كما قلت لك نعيش في منظومة من الترهل والفساد الإداري منذ عقود من الزمن وهنا لست ابحث عن إحباطك أو كسر مجاديفك والله يا دولة الأخ لن تستطيع أن تُغيّر شيئاً في فكر وزرائك لأنك انت من تحمل أغلبيتهم وهم أبداً لن يحملوك .. وإذا كان حراك الرابع قد اعطاكم الفرصة لترحيل الملقي ضمن خطة السوشيال ميديا على مواقع التواصل الإجتماعي فالخوف من غد أو بعده أن يأتيك إعصاراً أكثر من رابع وخامس وسادس.. إنه إعصار الفقراء والطبقة الممسوحة في القرى والمحافظات والمخيمات. عليك يا دولة الرئيس أن تسمع وتقرأ المشهد جيداً لأن الرضا الشعبي عليك كان بدايةً والخوف أنه تحوّل إلى غضب إذا ما جلست على كرسي عادي لتُفكّر فيقول لك الشعب يا رزاز أترك الكرسي الهزّاز.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock