بقلم المخرجة دلال فياض:-
في البلدان النامية إنسانياً ودول العالم الألف إبداعياً تُعتبر المهن الفنية من المهن التي تقع في أسفل سلم الاحترام الاجتماعي وذلك بسبب اعتمادها على المادة الخام الأقل قيمةً و الأتفه تقديراً وهي العنصر البشري المستند على العاطفة الإنسانية والإدراك الحي، لتصنّف كشكل من أشكال التجارة لسلعة كمالية وهي الوهم الذي يباع من قِبَل التاجر الذي يسمى مبدع (بالأقدمية) مقابل القليل من الاستمرارية أمام مشترٍ يعيب جودة المنتج و لايرضيه حتى استهلاكه مجاناً لأطماعه الحيوانية المسبقة بالبائع (سواء كان ذكرأو أنثى) دون وضع أي اعتبار لأهمية المنتج وكثيراً مايستخدم هذا النوع من الشراء المجاني كطعم لاصطياد التاجر الخاسر دائماً والذي يواسي نفسه بثراء تجربته وعمق إبداعه .
في ظل هذا الاستخفاف قررتُ خوض التجربة وممارسة نشاط التجارة الذي لايسد ظمأ ذبابة متسلحة بالإيمان و محاوِلةً تحقيق حلم الذات ولكن خلال مدة لاتقل عن سبع سنوات صُدمت بالأسواق والأعراف والقوانين التي تحكمها ففي البلدان المجاورة المتواضعة اقتصادياً والمتفوقة فنياً تراوح حجم الاسواق ما بين المجمعات التجارية الكبرى (مول) وشوارع مليئة بالمتاجر الفاخرة ومحلات بيع الجملة ومراكز التوزيع لبائعي التجزئة والدكاكين الصغيرة التي تبيع الخبز و السجائر .
أما في بلدي فكان السوق عبارة عن (بسطات) لبيع الشيبس وعلكة شعراوي (اللي بتشبه الإنسان المحلي، كل شي بيغلى و هي محافظة على قيمتها السوقية،الحبة بقرش) وكل مجموعة من البسطات يديرها تاجر (خبرة) يتحكم بنشاط الباعة المتجولين (الهواة والمبتدئين) ويسيطر على تعاملاتهم التجارية مع باقي البسطات و يحتكر بيع نوع من أنواع الشيبس ويضارب على باقي البسطات بطرح أسعار منافسة وعادة ما يقاس رضا الخبرة بمقدار ريش الطاووس الذي يستخدمه الهواة لـ (يهوّوله) خلال فترة التدريب كنت أحاول ألا أخضع لأهواء التجار الخبرة وألا أُستخدم لـ (تعريض أكتاف حد) رغم مروري الضعيف والغير مؤثر تحت نصل أكتافهم إلى أن قررت و دون أي سابق إنذار وبعد جملة من المشاهدات التي تسببت لي بحالة من القهر و الغثيان أن أتعلم صناعة الوهم لا تجارته ، فالوهم سلعة منها الجيد ومنها الرديء ،منها الراقي و منها الحقير، لذا بحثت في أصل الاشياء ، وذهبت حيث بدأت الفكرة ،حيثُ الذّرة الأولى و نواتها التي تتعادل بها النيوترونات مع إيجابية البروتونات،لتحلق حولها سلبية الإلكترونات ،حاولت اكتشاف المدارات ومعرفة المستويات و الطبقات ، وجرّبت معظم التفاعلات لأستخلص النتائج والتفسيرات .
كانت النتائج مرضية تارة ومفزعة تارةً أخرى كانت النتائج قاسية فكذّبتُتها وحاولت مرة بعد مرة لأجد القسوة ذاتها ومستقبلات الإحساس بالألم لدي لم تعد ذاتها كان جزءٌ كبيرٌ من النتائج صادماً قاتلاً لا بل كان حقيقيا.
كانت الذرات تتمتع بخاصية أحادية السيطرة وتعدد الاتجاهات وإزدواجية مفرطة في المعايير فكانت تميل للتفاعل مع العناصر المشعة وترتبط مع الغازات الخاملة لأنها بلاماضي وفي خضم هذه التفاعلات كانت الذرات تتصف بالأنانية لمحاولتها التفاعل مع اكثرمن عنصر بمنتهى السرية ليس خوفاًعلى العنصر المستهدَف ولا حرصاً من العناصر المستهدِفة ولكن لئلا تضيع الفرصة المحتملة لتفاعل من الدرجة العاشرة مع عنصر منتهي الصلاحية من الدرجة الألف أو من شبهة التفاعل الذي سيستخدم سلاحاً ضد المتفاعل لأنه حتماً سينتج مركباً يدهش الذرات المتقاعدة التي علاها الصدأ من سوء الاستخدام فيكون رد الفعل بأن يُطعن في سمعة الذرّة الأنثى أمام الذرّة الذكر و يتم التشكيك في أصلها وتكون جريمتها الوحيدة بأنها جاءت للمختبر لتكون محل التجربة والتي كانت نتائجها ما يلي :
* ممثلة لا تعني مشاع و مريضة نفسياً و مكبوتة جنسياً.
*ممثلة لا تعني عانس إن تأخرت بالزواج و (ما لقيت زلمة يضبها)
*ممثلة لا تعني غير صالحة للزواج بدليل العلاقات الزوجية المحترمة في بلدان محترمة مع رجال محترمين
*ممثلة لا تعني نبات من نباتات الظل لا تظهر للعيان.
*ممثلة لا تعني آلة تفريغ للمتعة ثم (يا دار ما دخلك شر)
*ممثلة لا تعني بائعة هوى و (مين يقدم أعلى سعر)
*ممثلة لاتعني جارية لتحقيق أحلام البائس مقابل فرصة حقيرة من رجل عاجز
*ممثلة لا تعني محترفة في لعق الأحذية للوصول للشهرة وبعدها تطلب لعق حذائها
*ممثلة لا تعني مطار ترانزيت ثم العودة إلى أرض الوطن.
*ممثلة لاتعني امرأة عقيم وهي بكامل خصوبتها وغيرصالحة لتربية الأطفال ورعايتهم.
*ممثلة لا تعني آلة حاسبة للمكاسب دون اعتبار لأي مشاعر
* ممثلة لا تعني مطرودة من رحمة الرب و قداسة ملكوت السماء.
أيا لعنة الله عليكم ولا أستثنيني منكم فالممثلة إنسانة و ابنة وزوجة وأم و جدة ،الممثلة حبيبة وعشيقة و رفيقة الممثلة أهم صديقة لأنها عقل الرجل .. في قلب امرأة.
أقرأ التالي
منذ 6 ساعات
د.منذر الحوارات : هل هو كره بنتنياهو أم خوف على إسرائيل؟
منذ 7 ساعات
مفاجأة ارتفاع أرقام السياحة
منذ 7 ساعات
استحقاقات الداخل والخارج .. أدوار تنتظرنا
زر الذهاب إلى الأعلى