خبر عاجلزاوية المؤسس

لا يعرفون الواقع إلا بعد ترك المواقع

ضيغم خريسات : –

هل نسي هؤلاء أنهم في فترات زمنيّة مُختلفة عندما كانوا يتمتّعون بالمراكز والمناصب وحصدوا المكاسب أن هناك صعوبات وتحدّيات كبيرة كانت في أدراجهم واليوم تذكّروا بعد أن غادر الكثير منهم مواقع المسؤولية؟

هل أصبحوا غيورين جداً على مصلحة الوطن والمواطن ومصير البلد أم أنهم فقدوا نفوذهم؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان أبناء الوطن الشرفاء وهل نسي البعض منهم أيضاً أنهم كانوا من البطانة والحاشية التي أوصلت الوطن إلى ما وصل إليه؟ أم أنهم ينظرون إلى أخلاق الملك وطيبته وتربيته العربية الهاشمية الإسلامية ليستغلّها البعض منهم في بيانات ورسائل وإنتقادات ونسيوا أنهم كانوا يقولون في يوم من الأيام “أوامر من فوق وأوامر من تحت الطاولة” لقد انكشفت الأكاذيب عندما كان بعضهم في الدوار الرابع وبعضهم كانوا في مراكز مُتقدّمة في صفوف الدولة والأجهزة والجيش ومنهم من كان نائباً أو عيناً في المجلس التشريعي والسؤال لماذا لم نكُن نسمعُ أصواتهم أو نقرأ آراءهم ولماذا لم يستقيلوا من الخدمة إذا كان لديهم الجراءة آنذاك ليُسجّلوا موقفاً وطنياً خوفاً على مصلحة الوطن والقيادة.

وهل نسي هؤلاء تاريخهم الطويل في احتكار المراكز والمناصب لهم ولمحاسيبهم وشلليّتهم فاليوم انكشفت الأوراق وأصبحنا وجهاً لوجه مع التحديات والصعوبات المُتراكمة التي ساهم بها الكثير من هؤلاء الناقدين والحاقدين عندما تولّوا مراكز الدولة فلم يكتفي البعض منهم ما عبِث فيه في مُقدرات الوطن ضمن قرارات خاطئة أثناء توليهم المراكز. فامتدّت سمومهم إلى خارج الوطن يُزوّدون الهاربين في الخارج والحاقدين بمعلومات فبركوها لتشويه صورة الوطن والقيادة حتى أصبح لديهم منابر عبر صفحات التواصل لإثارة الفتنة وتحريض الرأي العام ضد الوطن ونظامه فكان المُنتج الذي صنعه مجموعة من هؤلاء وأمثالهم عندما شاءت الأقدار أن يتبوأ بعضهم المناصب الحساسة في الدولة الأردنية حصلوا بالتأكيد خلالها على معلومات ووثائق فبركوها على طريقتهم حتى أسائوا للوطن فإذا كان لديهم وجهات نظر إصلاحية حقيقية أو خلافٌ مع النظام وقيادته حول النهج فإني أول ما كتبت وانتقدّت وطالبت بتغيير النهج عبر هذا المنبر فاستجاب جلالة الملك … لأن صدره اتّسع للحقيقة واليوم الذي عادوا فيه لبثّ السّموم وقد تغيّر النهج وانفتح باب الملك وبدأ لغة الحوار والإستماع إلى وجهة نظر شعبه فإن الباب ما زال مفتوحاً والبطانة تغيّرت ورحلت إلى غير رجعة حيث أكدتُ سابقاً أنها اتّبعت سياسة الإغلاق وتغييب الحقائق وحجب الرؤية عن الملك.

فتنبّه الملك وتأكد بنفسه وماذا كانوا يفعلون نقّاد الإصلاح فرسم الملك نهجاً جديداً في إدارة الدولة ابتداءً من بيته “الديوان الملكي” ليكون رسالة لكل مؤسسات الدولة فإذا اختلفنا أو اتفقنا فعلينا أن نتذكر أن هناك من يصطاد بالماء العكر وأن هناك جهات من الداخل والخارج مدعومة من دول لبثّ الفوضى والفتنة من داخل سياج الوطن المنيع.

فلا صفقة قرن ستمُرّ ولا وطن بديل قد يكون لأن الأردن وطن لا يقبل إلا أن يكون قوياً منيعاً فيه رجال شرفاء وقيادة لن تتخلّى عن واجبها أمام شعبها فهذه القيادة الهاشمية الشرعية الفذّة إن أخطأت لا سمح الله في يوم من الأيام فلا إنسان معصوماً عن الخطأ لأن العيب فينا لأننا عندما نستلم المناصب والمراكز لا نقول إلا حاضر “سيدي” وهذا ما لا يريده الملك بل باعتقادي أن جلالة الملك أولاً وأخيراً إنسان أردني لديه الجراءة ويدري خفايا الأمور وهنا علينا أن لا نستخدم لغة التشكيك والتشويش لأن لغة الحوار مفتوحة اليوم أكثر من أي وقت مضى وكلنا يعرف أن الملك كثّف اللقاءات وأعطى التوجيهات لحكومته وديوانه الإنفتاح وإزالة الحواجز.

لقد أساء الكثير وتطاول البعض على شخص الملك وعائلته ، فلنتّقي الله في هذا الوطن ومُقدّراته وأبنائه ودوره ورسالته فالأعداء من الخارج وصعاليكهم بالداخل فلا خيار لنا للإصلاح إلا الحوار لأننا لسنا دولة نفطيّة أو صناعيّة وأخيراً العيب فينا إذ لم نستطع أن نغيّر نهجنا أيضاً لإنتاج لغة حوار نتقاسم الأدوار من أجل الأردن وشعبه وقيادته ومليكه… والله من وراء القصد!

تابعنا على نبض
زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock