آراء وكتاب

ماذا تفعل لإستقبال المدرسة؟!

بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
مدير عام مدارس الرأي
يقابل العديد من العاملين في الحقل التعليمي وكذلك معظم المتفاعلين على صفحات التواصل الإجتماعي موضوع دوام المدارس بطريقة سلبية تتمثل بالكم الهائل من النكات والرسومات التي تصور –ثقل دم- عملية العودة للدوام، وكم التثاقل الكبير الذي يلاحق تلك العودة بالإضافة الى السعي الدائم للهروب من الدوام ومواضيع كثيرة تدور في نفس الفلك…
مما انعكس جلياً على رغبة ابنائنا الطلبة في العودة للمدارس وعبارات الشكاوى سواء بالمزاح أو الجد من قرب موعد الدوام المدرسي… وهذه التصرفات وإن كانت في مجملها غير مقصودة وتسعى فقط وغالباً لرسم الابتسامة هنا أو حصد الإعجابات هناك إلا أنها ستنعكس على حب الطلبة للمدرسة وتشوقهم للعودة إليها…
وأمام هذا الكم الهائل من الطاقة السلبية التي ترافق مشاعر العودة للمدارس تصبح مهمة العاملين في حقل التربية والتعليم ومهمة الآباء أصعب في إقناع الطلبة بأهمية المدرسة والتشويق للعودة إليها…
ولذا فأنا أتمنى أن نقوم كآباء وكتربويين بتشويق الطلبة للدوام ورفع الدافعية لديهم من خلال ذكر إيجابيات المدارس من التعرف إلى أصدقاء جدد وكسب معارف جديدة بالإضافة إلى المستقبل المضيء الذي ينتظر من يحمل المعرفة والعلم، وتذكير الطلبة والأبناء بأن العلم هو الأساس، وأن طلب العلم والمعرفة يرتقي بالإنسان في جميع جوانب حياته المادية والإجتماعية والمعرفية، ويجب أيضاً خلق جو إيجابي للدوام في المدارس والتشويق لها.
وكذلك أتمنى على المعلمين جميعاً أن يعدوا أنفسهم لإستقبال الطلبة من خلال خلق بيئة تعليمية مشوقة مستخدمين الإمكانات المادية المتوفرة وعرضها بصورة جميلة واستخدام أساليب واستراتيجيات التدريس التي تجعل من التعلم متعه والإبتعاد عن الطرق الإعتيادية المملة والتي تعمل على حشو دماغ الطالب بالمعلومات فقط بل السعي لحث الطالب على التفكير والإبداع وخلق جو من العصف الذهني الهادف من خلال طرح أسئلة تثير الاهتمام والتفكير، وعلى الإداريين العمل على جعل المدرسة بيئة جاذبة وليست منفره.
وكتمهيد وتهيئة يجب على أولياء الأمور التخفيف من انشغال ابنائهم بالهواتف النقالة أو –الأيبادات- ومحاولة ضبط ساعات نومهم تدريجياً قبيل الدوام المدرسي ولنذكرهم دوماً بأن أمامهم مهمة نبيلة وشيقة وجميلة ونحثهم على احترام معلمهم وحب مدرستهم حتى نصل بهم لما نريد تحقيقه من أهداف.
وأرجوكم جميعاً أن نخفف من كم التهكم على العودة للمدارس أو على مهنة التعليم – مهنة الأنبياء- أو التذمر من ذلك واستبدالها بقيم ومشاعر إيجابية، علّنا ننجو بأبنائنا بالأيام القادمة بعدما أصبح واقعنا نحن غاية في السواد!

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock