آراء وكتاب

محاورة : الإرهاب تهديد كبير لتاريخ الانسان والحضارة وهدمالقيم العليا والاخلاق

الارهاب كلمة صغيرة ولكن محتواها ابشع ما يمكن للحضارةالانسانية ان تعيشه او ان تراه لما تحتويه هذه الكلمة من عواملالفوضى وعدم الاتزان واباحة القتل والسبي والنهب وسلب الارواحدون وازع من ضمير او دين او ايمان بالقيم الانسانية ويكاد انيكون شبيها بوباء فتاك لكل ما تعرفه البشرية من تقدم في الحياةلانه يعيدها لعصور ماقبل التاريخ وعصر الكهوف والغابات وهدملكل التاريخ البشري الحضاري وتراثه وتاريخه ومسح اثاره الدينية والتاريخية وسلب كل الكنوز باستباحتها بطرق لاتمت للدينوالاخلاق والانسانيه بصلة فالارهاب يخلو من العقل او المنطق اوالايمان بدين او الايمان بخلق ليكبح شهوه القتل عند هذا الجماعاتالاشد تطرفا فكريا وسلوكيا وتحمل العداء لكل من لايؤمن بها  وليسادل على هذا من المهزلة التى حدثت على اطراف وادي اليرموكحيث حاكم التنظيم الغريب شجره سورية بان الناس تحبها فتمتمحاكمة شجرة وحكم عليها بالاعدام  قطعا وحرقا وليس اغرب منمحاكمتهم للتاريخ العريق واعتباره تاريخا وثنيا والحكم عليه بالهدموسرقه كنوزه كلها حتى باتت كل الاثار القديمة والثروات التى تعتزبها الامم لتاريخها عرضه لانتقامهم وتم هدمها ليتم بعدها الامتدادبهدم المساجد والمعابد القديمة والحديثه بعشوائيه ومزاجيةووحشية بالغة بعيدا عن الفكر والمنطق والعقل واستباحة السبيللبشر وبيع النساء والاطفال كعبيد اعادوا التاريخ للعصور الاشدقتاما ووحشية واستباحة الدماء والاعراض والسرقة والنهببوحشية لم يشهد التاريخ مثيلا لها في الغزو الماغولي او التتارواستباحة كل شيء امامهم من بشر وحجر وشجر ونهر ومعابد دونوازع من دين او ضمير ولان الموضوع اشد تعقيدا كان لنا هذا اللقاءمع الباحث السياسي وخبير بالتنظيمات الارهابية هشام المحاورة ليحدثنا عن تاريخ هذه الحركات والتنظيمات التى هزت ارجاء العالمبفكرها المظلم وسلوكها الاكثر وحشية وسفكا للدماء ودعوة الىالفوضى والخراب في العالم ليلقي الضوء على هذه التنظيماتالظلامية وادراك ابعادها واسرار تاريخ وجودها ونشاتها وفكرتهاكعدوه للانسان والمجتمع الدولي.

الحياة نيوز- ادار الحوار مدير قسم التحقيقات الميدانية فيصلمحمد عوكل

وسندع الحديث للباحث السياسي وخبير التنظيمات الارهابية هشام محاورة ليحدثنا برؤيته وخبراته حول هذا العالم الاشدغموضا وقسوة :-

 * بداية أن كلمة الارهاب كلمة استثنائية ومخيفة وتتضمن التعديعلى الانسانية وعلى الابرياء ، فكلمة (الإرهاب ) في اللغة مشتقه منالفعل المزيد (أرهب) ويقال (ارهب فلانا) أي:خوفه وفزعه وهو المعنىالذي يدل عليه الفعل المضعف (رهب) ،أما الفعل المجرد من المادةنفسها وهو (رهب يرهب رهبة ورهبا ) فيعني خاف فيقال : (رهبالشيء رهبا ورهبة أي : خافه ،والرهبة :الخوف والفزع). ومعنىالإرهاب اصطلاحا قد تعدد ، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن تعبيرالإرهاب هو من ابتداع الثورة الفرنسية ، حينما أعلن روبسبير بدايةعهد الإرهاب أو الرهبReign of Terrorفي بالفترة (10 مارس1793م – 27 يوليو 1794م) ومن اسم هذا العهد اشتقت اللغتانالإنجليزية والفرنسية كلمة (Terrorism) بالإنجليزية و(Terrorisme) بالفرنسية ، وتعنيالإرهاب” . وفي القرنالعشرين استخدم مصطلح الإرهاب لوصف خرق القوانين الحربأثناء النزاعات مثل الاعتداء على المدنيين، ومن تعريفات الإرهابهي:ـتـــعريف الاتحـــاد الأوروبــــي : الإرهاب عبارة عن عملعدواني متعمد يقوم بها أفراد أو مجاميع وتكون موجهة ضد دولة أوأكثر من دولة لغرض ممارسة الضغط على الحكومات بأن تغيرسياساتها الدولية والداخلية والاقتصادية. • تعريف المجمع الفقهيالإسلامي: العدوان الذي يمارسه أفراد آو جماعات أو دول بغيا علىالإنسان (دينه، ودمه، وعقله، وماله وعرضه)ويشمل صنوف التخويفوالأذى والتهديد والقتل بغير رحمة.

 * ماهو تصورك بالحرب العالمية على الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر وهل عاد الثنائية القطبية بعد انحسار الاتحاد السوفيتيعلى اعتبار ان التنظيمات الارهابة حلت محل الدولة في الصراعات؟ ومن أبرز الحوادث الإرهابية التي جلبت انتباه العالم كمهدد فعليللأمن والسلم الدوليين هي أحداث 11 سبتمبر وحيث ظهر ما يسمىبالحرب العالمية على الإرهاب و تم تعريفها بأنها حملة عسكريةبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وأن هذا المفهوم تطورعلى أساسين إدارتين للولايات المتحدة ألأمريكية، فالأولى: إدارةالرئيس الأمريكي السابقجورج دبليو بوش ، وتركزت سياسةإدارته في الحرب على الإرهاب ومن يرعاه داخلياً وعالميا وسميتبالحرب العالمية على الإرهاب وتعرف أيضاً بالحرب الطويلة لكونهاليست تقليدية وغير واضحة ومتعددة الأهداف والأبعاد ، وأما الثانية: إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما في عام 2010 وتركزتإدارته (التخلي عن مصطلح الحرب على ألإرهاب والتركيز على مايوصف بالإرهاب الداخلي وذلك في إستراتجيتها الجديدة للأمنالقومي ،والإعلان بأن أمريكا ليست في حالة حرب عالمية علىالإرهاب أو على ألإسلام بل هي حرب على شبكة محددة هي تنظيمالقاعدة والارهابين المرتبطين به ). مما سبق يمكننا القول ، الحربعلى الإرهاب ،هي جهود دولية وعسكرية ضمن تحالف بقيادةالولايات المتحدة الأمريكية ضد التنظيمات الإرهابية ، ومن أهدافهامنع انتشار الإرهاب ووصوله لأنظمة الحكم،وهذه الحرب إعادةالثنائي القطبية للنظام العالمي بعد انحسار الاتحاد السوفيتيبالتسعينيات و بحيث تعتبرالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها قطباوالتنظيمات الإرهابية القطب الثاني (ولأول مرة يحل تنظيماً فيصراع بدل الدولة) . وبالتالي كما يقول میشال ویلیامزأن 11 سبتمبر 2001و سقوط البرجین الأمریكیین كانت مركزاً لتطویرالتصورات الأمنیة المھددة في السیاق الأمریكي وهذا السياقيمكن أن يدعم تصورنا لما بعدد احداث 11 سيبتمبر بخصوصتناول ظاهرة الإرهاب كقضية تهدد الوجود وبشكل تصاعدي بلغةالخطاب السياسي واضفاء الطابع الأمني عبر عملیة خطابیةلغویة، والإشارة لتهديد یمس البقاء المادي أو المعنوي في في ظلازدياد التعقيدات التي تتناول قضاية الأمن والسلم الدوليينوالفواعل الاخرى التي تهدد المجتمعات.

* ولادتهم لا يمكن التكهن فيها تماماً او تخمينها فالإرهابي أومجموعة إرهابية أو تنظيم إرهابي ، كلمات ذات دلالة متفقه علىمجموعة عناصر أو أفراد ينتمون لعقيدة ضمن فتاوي خاصة بهموتمنحهم الإذن بقتل من يخالفهم ، وهؤلاء الأفراد يعملون وفقاًلتسلسل قيادي (أميرا أو زعيماً ) في دولة معينة وعلى أنهم يشكلونالخلافة الإسلامية بعقيدتها الصحيحة وفكرتها تكره السلطةالسياسية ومن يوليها هم أعداء لهم . وقد تعتبر ولادتهم ضمن فكرةاستقطابية وتقوم على نشاط شخص وتشكيله لمجموعة تطورت عبرالوقت وامتلكت قوة السلاح والمال وباتت مصدرا من مصادرالتهديدات الامنية المحتملة أو الحقيقية (بعنى أن فكر التطرف لاينمي لديانة محددة او أشخاص معينيين ) . ولكن يبقى الجدلموجود حول المصدرالفكري للإرهاب عند نشأته

ولا يختلف الأمر على الاطلاق حينما نقول أن الجماعة الإرهابيةنشأت بواسطة شخص معين وأثر فكره على هؤلاء الاشخاص مثلأسامة بن لادن زعيم القاعدة وبعد أحداث 11 سبتمبر أصبح هذاالتنظيم ارهابي وعالمي وبات يشكل تهديداً على السلام . حيث يبقىالفارق بسيط عند قيام الارهابيين بتنفيذ أعمال تخريبية ضد دولةمعينة

فيمكن أن يكون الفاعل غير منظم ولكنه حاقد ويمكن أن يكون منظمولكنه جاهل لتعاليم الديانات

* ويمكن أن يكون من مجموعه أو تنظيم إرهابي معروف أو حديثالنشئة ولكن أهدافه تسعى لإحداث فوضى سياسية وامنية في دولةمعينة لغايات إثارت الاضطراب في العلاقات الدولية أو تمهيداًلوصول الارهابيون للسلطة وهذا ما تخشاه الكثير من الدول التيتعاني من حروب أهلية مثل سوريا والعراق وكما تخشاه الولاياتىالمتحدة الأمريكية وروسيا لحساسية مصالحها بدول الشرقالاوسط

الإرهابي في الدرجة الأولى هو شخص منظم بغض النظر عنأوضاعه النفسية أو المادية وما يميزه بأنه لديه إمكانيات التعدي علىالأبرياء (لايذاء والقتل ) وقد يكون غير ذلك على أنه تورط مع جماعةإرهابية معينة نظراَ لظروف سياسية في بلاده وكان يرى أن هذهالجماعة تدافع عن وطنه حتى ثبت العكس . وقد يكون الارهابيمتعلم ومثقفا وقد يكون العكس وقد يكون شخص لا يحترم النظامويريد الفوضى

وقد يكون من الاغنياء أو الفقراء وقد يكون حاقد على مجتمعهفتحديد ما هية الارهابي فلسفيا صعبة جداً وخاصة بعد تناميظاهرة الارهاب وامتلاكهم للقوة المادية والسلاح في كثير من الدولمثل سيطرة داعش لوقت كبير على بعض آبار نفط العراق ، وبشكلعام الارهابي لديه استعددات للإيذاء وتقبل المال وتقبل وفرة النساء.

(4+5+6+7+8) .المسألة ليست بالمجتمع وثقافته تحديداً ولكنهاتكمن بالأسباب التي دفعت الشخص الواحد من بين عدة اشخاصلاعتناق الفكر الإرهابي وقد يكون الشخص كما ذكرنا باحثاً عنالشهرة أو المال أو النساء او حاقد على مجتمعه على اعتبار أنوطنه لم يخدمة تماماً في تأمين العمل وتيسير احتياجات المعيشة له.

ومهما يكون فنعتبر ذلك الشخص جاهلاً بتعليمات الكتب السماويةوليس لديه ولاء لوطنه أواحتراماً لمجتمعه ونظامه وأنه يعيش وفقاًلرغباته النفسية والجسدية وعليه صار إرهابيا وممن ينتمون لهذاالفكر الذي يمنحه ما حرمه الله سبحانه وتعالى غصباً لحريةالآخرين وممتلكاتهم وبالتعدي على القواصر والنساء

* وهذه الافعال ليست من ثقافة المجتمعات مهما كانت إسلامية وغيرمسلمة.

حينما ننظر للإرهاب من باب التفصيلات يمكننا اعتباره فكرةوتتضمن التهديد والرعب والتخويف ، ومعالجتها تكمن في دفعالمثقفين والمختصين نحو معتنقي هذا الفكر ومعالجتهم بالسلوكياتالتي يقبلها العقل والتشريعات السماوية والتي تحترم الإنسانبغض النظر عن ديانته ومن الأمثلة الجليلة ونحب أن نذكرها (جهدالمملكة العربية السعودية التي نجحت في معالجته أشخاص منذوي هذا الفكر ). (10)

* قبل الإجابة يجب علينا ألا ننسى فالإرهاب ليس فقط تنظيماًسرياً ولكنه أيضاً قد يكون غير ذلك فأعداد الذين يموتون سنوياًبسبب أمراض سارية أكبر بكثير من الذين يموتون بسبب الإرهابالحقيقي مثل مرض السرطان والسكري والقلب ، وأن ما يتم إنفاقهعلى الإرهاب أكثر بكثير مما ينفق على الحالات الإنسانية . وإننيأعتبر كل شخص أوجماعة لديه تجارة غير شرعية وفكر غير شرعيوتتسبب بمقتل إنسان ضمن أي مجتمع وحتى إذا خلى منالفوضى السياسية أو الأمنية هو شخص أو مجموعة لا تختلف عنالفكر السيء الإرهابي وعليه أن لتنظيمات الارهابية في العالم لمتعد من الأسرار لكونها جماعات متعددة من أشخاص معينيينوأعمالهم تقضي بتنفيذ أفكارهم سواء بالحصول على المال والشهرةوالنساء أو السفر الى الله عبر الكنيسة أو إقامة خلافة اسلاميةمحرابها المساجد.

القضاء على الإرهاب من حيث الدلالة يختلف عما كان عليه قبلأحداث 11 سبتمبر ، فالعالم اليوم بات مشغولاً ضمن تحالفاً دولياًبقيادة الولايات المتحدة الامريكية و يسعى للقضاء على الإرهابالذي اكتسب الصفة الدولية (الإرهاب الدولي )

لكون أن أمن أي شخص في أي دولة في العالم أصبح يمثل أمنبقية الاشخاص في العالم والعكس تماماً بالنصح والإرشاد علىأفراد ومجموعة صغيرة ومحصورة. فالتنظيم الإرهابي الكبير لاتجدي معالجته إلا عسكرياً والقضاء عليه في مكانه وفقا لإحتياجاتالمصالح القومية قبل أن يتمدد التنظيم وقبل أن يزداد خطره وقبل أنيحصل على سلطة في دولة معينه ومن الامثلة على ذلك جهود روسياوالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية في سورية منعاًلوصول الإرهاب للسلطة بغض النظر عن حالة الفوضى السياسيةوالامنية لسورية . (12) أعتقد أن الإرهاب لم يصل بعد ولم يسحقتماماً ففي غير الدول العربية موجود وببعض الدول العربية موجودكما تضمن السؤال في العراق وسوريا وأفغانستان ، وأن الإرهابينشط في حالات الفوضى السياسية والإنفلات الأمني وتعتبر أيدولة تتضمن ذلك أرضا خصبة للإرهاب ، فكلما تقدمت الدول فيمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وجدت نفسها ليست بعيدة عنهوخطره وهدفا للإرهابيين ، فالعالم اليوم يعج بالإرهاب وأنالتكنولوجيا جعلته عابراً للقارات وإصبح الاشخاص في أي دولةكانت بلحظة معينه قد يصبح إرهابياً أو العكس.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock