تحقيقات صحفية ومقابلات

الشاعرة لاشين:لابد من تأثير الأوضاع السياسية وما يمر به الوطن العربي من إنقسامات بمجالات عديدة على الإبداع

شاعرة مصريّة و رئيسّة تحرير مجلة طروادة نون النّسوة

* المرأة حققت بعض الإنجازات وأقول بعض فقط لأنه في كل مجال هناك دائماً عائقاً.
* المرأة الآن أكثر ثقة وأكثر تحديداً لما يجب عليها فعله .
الحياة – حاورها محمد بدوي
سمرلاشين شاعرة مصريّة مؤسسة حركة طروادة نون النّسوة وهي حركة لتسّليط الضّوءعلى الأقلام النسائيّة بالوطن العربي ودعمهارئيسّة تحرير مجلة طروادة نون النّسوةوالمديرة التنفيذيّة لمجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار سابقاً,وعضوة هيئة التحرير بالقسم الأدبي بجريدة العربي اليوم الإخباريّة شاركت في ثلاث أعمال شعريّة ورقيّة مشتركةوقمنا بعمل حوارمعها تم التركيزفيه على حركة طروادة نون النسّوة ودخولها عالم الصحافة وتناول موضوعات أخرى حول رؤيتها عن الأدب والشعر وما تتنمى أن تحققه من خلال دخولها عالم الشّعر والصحافة فكان الحوار كالتالي :

1*من هي سمر لاشين ؟ ومن أين جاءت فكرة حركة طروادة نون النسّوة ؟
سمر لاشين فتاة مصريّة تحب الفرح والحياة, وتتنمى أن تضيف شيئاً ولو بسيطاً يترك أثراً يدل على أنها كانت هنا يوماً.جاءت فكرة طروادة نون النسوة دون ترتيب لها وجدتها كفكرة تطلبني دون أن أطلبها من خلال تعليق لي على أحد منشورات الأصدقاء على الفيس بوك بكتابة أكثرمن عشرين اسماً لشاعرات من مختلف الوطن العربي وقتها ضحكنا كثيراًوقلنا أننا كثيرات لماذا لانكون تحالفاً يضمنا جميعا نحاول أن نطورأنفسنا من خلاله وذلك بتوجيه بعضنا البعض ومساندة كل واحدة للأخرى مع تسلط الضوءعلى الكاتبات الصاعدات لبث الثقة فيهنّ وبدأنا بخطوات جادة بعمل صفحة عامة ومجلة الكترونيّة وقناة على اليوتيوب وأيضاً تم إصداركتاب ورقي بإسم الحركة يضم شاعرات من مختلف الوطن العربي ومازال هناك الكثير لنحققه.

*كيف دخلت مجال الصحافة ؟ وما الذي قدمته لك ؟ وماهو طموحك الأدبي في هذا المجال ؟– بالبداية كنت مسؤولة بتجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار تم اسناد مهمة المديرة التنفيذية في المجلة التابعة للتجمع من قبل الشاعرالسوري محمد أحمد خليفة رحمه الله من هنا كانت بدايتي حتي كانت حركة طروادة نون النسوة وكان لابدّ من إنشاء مجلة إلكترونيّة تحمل اسم الحركة وتوثق أعمال الكاتبات بها,مع العمل مستقبلا لتحويلها إلى مجلة ورقيّة كذلك عملي في الوقت الحالي ضمن هيئة التحرير بالقسم الأدبي بجريدة العربي اليوم الإخبارية, كل هذا كان له دور كبير في التعرف على كتّاب وكاتبات من مختلف الوطن العربي والتعرف على ثقافات جديدة, مما فتح المجال أمامي لأفكارعديدة سأعمل بكل جهدي على تنفيذها مستقبلا.
طموحي كبيرفي هذا المجال: أن أديرمؤسسة إعلاميّة ثقافيّة لها جذورعلى أرض الواقع تخدم الثقافة والإبداع وتقدم مساهمات حقيقيّة للمبدعين وتملك أن تطبع أعمال للكتّابالذي يستحق ابداعهم الدعم وبخاصة من لم يملك المال أو الفرصة لذلك.

*هل تعتقدين أن المرأة العربية أخذت حقها في أن تتولى مناصب متقدمة في الصحافة ؟ أو ككاتبة في عملية نشر إبداعها ؟
– المرأة الصحفيّة,الشاعرة,المعلمة,الطبيبة,المهندسة,…. الخ حققت بعض الإنجازات وأقول بعض فقط لأنه في كل مجال هناك دائماً عائقاً يحول بينها وبين أن تنال كل ما تريد تحقيقه من طموحلأن هناك دوما خط أحمر لايمكن لها أن تتجاوزهبرغم كل الحريات التي يزعمون أنهم أعطوها لهاهي مجرد شعارات كاذبة,وبعض الحالات لنساء ناجحات في مختلف المجالات هي حالات فرديّة بسيط لا يمكن تعميمها على جميع النساء.
عند مراجعة الأحصائيات بشأن معرفة نسبة تمثيل المرأة العربية في الصحافة وتولي مناصب فيها, نجد أن النسبة ضيئلة إذا ما قارنا ذلك بتمثيل الرجل فيها, وينطبق ذلك أيضا على عملية النشر للأعمال الإدبية,أو عمل دراسات أدبية على نصوصها,أو الإحتفاء بها في المحافل الأدبية,أو إصدار دواوين وكتب, وغير ذلك.

* مواقع التواصل الإجتماعي من وجهة نظرك ماذا قدمت للمبدع ؟ وما مدى تأثير رد الفعل المباشر للكاتب من القارئ في مواقع التواصل الإجتماعي ؟ وهل القارئ هنا على درجة من الوعي يستطيع أن يقيم الكاتب بشكل مقبول ؟– مواقع التواصل الإجتماعي كانت فرصة وأداة حقيقية ساعدت في عملية انتشار المواهب التي يمنع الواقع ظهورها لأسباب عديدة تختلف من مبدع لأخر, ووجود القارئ وتفاعله بشكل مباشر مع الكاتب حتى ولو كان يملك قدراً بسيطاً من الثقافة وامكانيات بسيطة تسمح له بنقد النص الأدبي من وجهة نظره, كان له دوره في بث الثقة في هذه المواهب, لا أنكر من وجود سلبيات كثيرة في هذا الواقع الإفتراضي لكن بالمقابل هناك إيجابيات كثيرة ساعدت وتساعد في إثراء الحركة الأدبية والثقافية بالوطن العربي.

*كيف تنظرين إلى حالة الثقافة والإبداع الأدبي في الوطن العربي؟ الأوضاع والأحوال السياسية بالوطن العربي هل لها تأثير على الكاتب حين يكتب ؟
– الثقافة هي كل ما يصدر عن الإنسان من إبداع أو إنجاز فكري أوأدبي أو فني أو علمي, الثقافة هي أسلوب الحياة إجمالا, والإبداع الأدبي هو نقل لهذه الثقافة وترجمتها لذا لابد من تأثير الأوضاع السياسية وما يمر به الوطن العربي من حروب وانقسامات وتدهورفي مجالات عديدة على الإبداع لأنه نقل للحالة التي يعيش فيها الكاتب فهو لا يعيش بمعزل عن وطنه وما يمر به من أحداث لابد من أن يتأثر بها وتظهر في كتاباته.

* هل أنت متفائلة بمستقبل أدبي نسائي تنافس فيه المرأة العربية الكاتبة بقوة على الساحة الأدبية العربية ويرشحها كذلك للمنافسة عالمياً ؟
– أكيد طبعا أنا متفائلة جداً المرأة الآن أكثر ثقة وأكثر تحديداً لما يجب عليها فعله,تدرك حقيقتها,وأنها لا تقل أهمية أو قيمة أو امكانيات عن الرجل وأنها تستحق أن تتصدر وبجدارة المشهد الثقافي والأدبي وأن تستعيد حقها ونصيبها من الشهرة والتأثيروترك بصمة واضحة لهاالثورة أيضاً على كل الأسباب التي منعتها من ذلك فيما مضى مثل التقاليد والقيم المجتمعية التي قيدتها والحالة الذكورية التي تتحكم في مجريات الأمور ورسم سياسات المجتمع في كافة جوانبه والتي سلبت المرأة حقها ولم تعطيها الإ ما تريد بحيث لا تخرج عن الدور الذي رُسم لها سنين طويلة.

*هل مهنة الكتابة إذا تعاملنا معها كباقي المهن الأخرى هل تطعم خبزاً ؟– “أصابته حرفة الأدب ” و” أعطني خبزاً أولا أعطك أدباً راقياً “هذه المقولات تدل على أن الأدب لا يطعم خبزاً,لذا يجب أن لا يعتمد عليه الكاتب كمصدر للرزق,حتى يأتي الوقت الذي يكون هناك مؤسسات على درجة عالية من الحرفية والمهنية تستطيع أن توفر دخل مناسب للكاتب من طباعة جيدة لمنتجه وتوزيعه بشكل جيد بالعالم.

*حدثينا عن سمر الكاتبة؟ لماذا الكتابة ؟وهل ترى سمر في نفسها مجرد هاوية دخلت مجال الكتابة من باب التعبير عن ذاتها, أم كاتبة متمرسة تستطيع أن تضاهي أدب الكبار؟
– سمر الكاتبة هي أنا,هي حقيقتي وسبب وجودي,هي أنا عندما أتوه مني في دروب الحياة وعالمي الواقعي, هي مصدر قوتي ,ووسيلتي للتحليق عالياً خارج حدودي, ووسيلتي أيضاً للفرح وللحزن وللبكاء ” أنا أكتب عندما أريد أن أبكي,وأبكي كثيراً عندما أكتب ”
لقد دخلت عالم الكاتبة كهاوية لأعبر عن ذاتي في الوقت نفسه حددت لنفسي أهداف يجب عليّ تحقيقها وأن لا أغادر هذا العالم بإذن الله إلا وتركت بصمة واضحة وخالدة على الساحة الادبية العربية.أنا لا أفكر في منافسة أحد,أريد أن أصنع العالم الخاص بي والذي سيحاول الأخرون أن ينافسوني فيه.

*أخيراً هل لديك رسالة لمن يهمه الأمر لتطوير الحالة الثقافية والأدبية بالوطن العربي ؟
رسالتي له : أن يهتم بالشباب الموهوبين وأن يأخذ بأيديهم ويفتح لهم مجالات عديدة لنشر إبداعهم والتعريف بهم, وعدم التركيز فقط على النخبة حتى تظل متصدرة المشهد وتتولى المناصب الإدارية للمؤسسات الثقافية في حين أن هناك طاقات إبداعية شبابية تستحق أن يسلط عليها الضوء وأن تأخذ فرصتها وتثبت وجودها مما يسمح بضخ دماء جديدة تساعد على الإرتقاء بالأدب بشكل خاص والثقافة بشكل عام.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock