شايفينكم (رصد الحياة)عربي ودولي

أفرج عن الأسير محمد قبل أيام من وفاة والدته “أم حسن”

بقلم : رامز ابو يوسف : –
في ظل الأحداث المتسارعة ورغم أهميتها السياسية والإجتماعية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي من لقاءات ما يسمى بصفقة القرن وتداعياتها ولدينا على المستوى المحلي خطاب الثقة وماراثون الحوارات النيابية – الحكومية لم أجد حدثا أثار في نفسي الشجون لأتحدث عنه أكثر من رحيل الحاجة أم حسن القواسمي والدة الشهيدين ووالدة المبعد ووالدة الأسرى الثلاثة وكان اخرهم ولدها محمد الذي أُفرج عنه قبل رحيلها بيومين فقط.
سأبدأ معك الحديث سيدتي أم حسن ولا أكثر منك يستحق لقب سيدتي لأن السيادة تعني التفوق في القيادة وأنت صنعت وقدت أسرة من القادة بعضهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وأظنك يا أم حسن لن ترحلين مباشرة الى السماء بل أن روحك ربما تمرعند مقام سيدنا إبراهيم”خليل الرحمن”عليه السلام محدثة له عن اّخر أخبار فلسطين مقدمة له كشف حساب لأولادك من هوشهيداً أو أسيراً أومبعداً ومودعة لمسجد خليل الرحمن الذي إعتدت الصلاة فيه وأخالُك لن تنسين المروربكنيسة المسكوبية غرب الخليل وترتاحين قليلا مستظلة بجوار بلوطة أبونا إبراهيم عليه السلام ومن ثم تذهبين يم المسجد الأقصى في القدس العربية التي تصلين جمعتك فيها كلما إستطعت الى ذلك سبيلا وتقفين عند باب المغاربة داعية الله حفظ القدس ممن يتأمرون عليها .
وهنا يكون الوقت قد إقترب من المغرب وتحوّم روحك حول سجون عوفر وعسقلان والمجدل مودعة شباب فلسطين أسرى الدفاع عن أرضهم وعرضهم مقبلة جبين الناصرة ومرج ابن عامر ووجنات حيفا ويافا وعكا متكأةً على سورها مستمعة للحن الوداع الفلسطيني الأخير مبتسمة لمن يلوحون لك بيديهم منتظرين قدومك”اميل حبيبي – محمود دوريش – سميح القاسم – توفيق زياد – عز الدين القسام – أحمد ياسين – عبد العزيز الرنتيسي – خليل الوزير – صلاح خلف ” والعديد الذين سبقوك في هذا الدرب العسير الذي طالت لياليه بنا .
أم حسن أخالك أيضا لن يمريومك الدنيوي الأخيردون المرور برام الله والسلام على قبر الشهيد ياسرعرفات كي يقبل يديك ورأسك كما إعتدتما في دنياكما فهو على شوق لرؤياكي وسماع أخبارك فقولي له قولاً سديداً عن خنسائيتك التي لا تبعد عنها معظم نساء فلسطين حيث هو مقامك الأخير في الدار الدنيا التي رحلت عنها راضية مرضية .
أم حسن لا تهني ولا تحزني وأنت الأعلى إن كنت لاتعلمين فجبينك أعلى من ساريات المتخاذلين وتجار القضية وجدائُلك الطاهرة مرّغت أنوف المعتدين الصهاينة بوحل الخليل بينما كان الأخرون يعدّون العدّة لجولة مفاوضات جديدة في فندق خمس نجوم بوسط أوروبا وأما نخيلك الذي زرعتيه في أرض النضالات الفلسطينية من شهيد أو أسير أو مبعد فسيبقى يذُكرنا بأسمك كلما دق لحن فلسطين …. أم حسن القواسمي خنساء فلسطين … وداعاً.

 

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock