الأردنيون يُمثلون أنفسهم !!

بقلم : ضيغم خريسات –
بعد صبر أيوب الذي عاناه الأردنيون منذ سنوات وبعد أحداث الربيع العربي وخوفهم على أمنهم ووطنهم واستقرارهم صمت الشعب بأكمله وكمم الأفواه وسكن البيوت خوفا على الوطن وليس خوفا من أحد . الصبر أعطى الحكومات الذريعة للإستقواء على الشعب وإضعاف كيانه مع استمرار منظومة الفساد كما كانت بل وزادت أكثر مما كانت عليه فالفساد كما نعرف ليس بالرشوة أو الإختلاس فقط كما يُفسره البعض. الفساد هو عبارة عن منظومة متكاملة وبحمد الله لدينا في الأردن منظومة متطورة أوصلت الوطن إلى حافة الهاوية. فالسحيجة وصُناع التشريعات والقوانين التي يأخذونها من خلال كتب أمريكية وفرنسية وإملاءات خارجية ليُرضون به الحكومات هُم السبب فلا همّ لديهم ولا هُم يكترثون بنبض الشعب ونسيوا أن الشعب الأردني بطبيعته وفقره وقلّة دخله وموارده يختلف عن شعوب العالم. لتُطبق عليه تجارب أمريكا وأوروبا فيُفصل قوانين على مواطن أردني لا يتجاوز دخله 10 آلاف دينار سنويا بأحسن الأحوال مع مواطن أمريكي يعمل بالساعة بمُعدل 10 دنانير أردني أي ما يُقارب 36 ألف دينار سنويا هذا لعامل محطة وقود أو عامل مطعم.
وهنا لا أريد مقارنة راتب موظف حكومي هناك يتجاوز راتبه الـ60 الف دينار سنويا وهكذا معظم دول أوروبا و العرافين لدينابحمد الله يُقدمون لدينا مشاريع وقوانين سد العجز من المديونية لتشليح المواطن كل ما يملك فلم يعد باستطاعة الأردني على حاله الآن في ظل معيشة مُتردّية ومنظومة فساد مُستمرّة ومحسوبيّة فتزرع أنفسها في مكان وعائلاتها لا يتجاوز عددها فخد عشيرة في أحد المحافظات لديها 10 درجات عليا في الدولة.
كفانا صبر أيوب لأنه بعد صبرنا لم يبقى إلا القبر بدل الفرج .. الإضراب ليس حلا بالتأكيد ولكن من أوصل النقابات والشعب إلى هنا هي سياسة ونهج الدولة الذي فشل بإمتياز عندما غاب النواب الذين يُمثلون الشعب عن المشهد ولم يُتخذوا قرارا شعبيا بوقف التغوّل على جيب المواطن ومن المُضحك تماما استهزاء الحكومة بالشعب عندما يُصرح صديقنا وزير الإعلام بأن هذه الدعوات من دول خارجية على صفحات التواصل وكأّن محمد المومني لا يصل إلى قرى عجلون ليرى فقرها وعوزها وهي بالمناسبة المحافظة الأكثر فقرا بين محافظات المملكة.
قمة المهزلة ما حدث في العقبة في قضية انفجار الصوامع والعطاء من الباطن والله لو حصل في دولة أوروبية لاستقالت الحكومة وكلنا نعرف أن سلطة إقليم العقبة مستقلة تحكمها المزاجية في اختيار الرؤساء فصديقنا ناصر الشريدة صديق صديقنا جعفر حسان ماذا فعل أو سيفعل بما حدث وما هي ردّة فعل معالي جعفر بيك حسان …!!!
ردة فعل دولة هاني الملقي بالتأكيد ستُقدم الحكومة بدفع “ديّة” لأهالي الضحايا وهنا ولستُ إلا ناصحا ومُحبا للملك افتح أبواب الحوار بيننا وبينك لكي تسمع العجائب وتراها على الواقع فنحن شركاء يا سيدي في البناء والتطور فدرهم وقاية خير من ألف علاج.